سياسة التحرير

يُصنف مشروع «عكازة» ضمن مجالات “الإعلام لغايات التنمية”، ويعمل على توفير مساحة آمنة للمعوقين للتعبير عن أنفسهم وإمكانياتهم، عن نجاحاتهم واخفاقاتهم؛ لنقل واقعهم دون محاباة أو تجميل.

ينطلق المشروع من حاجة وفجوة كبيرة في قطاع الإعلام حول تغطية قضايا الإعاقة، في محاولة لتأسيس مقاربة جديدة ومختلفة عما يتناوله الإعلام التقليدي، الذي يقدم تلك القضايا عادة من خلال نمطين: إما بهدف إثارة الشفقة على حالة مرضية، أو صناعة أبطال خارقين معوقين، وفي كلا الحالتين لا يتم معالجة الموضوع بطريقة إنسانية أو حقوقية تحترم خصوصية المعوق وتتجنب الإساءة إليه.

في «عكازة» لا نتعامل مع ذوي الإعاقة بأنهم مختلفين أو غير أسوياء، فكل شخص منهم لديه أهدافه وطموحاته ويعيش حياة كاملة بحلوها ومرها، بنجاحها وفشلها، وليس من المنصف اجتزاء لحظة نجاح أو حالة ضعف والتركيز عليها دون أن تكون مبررة وفي سياق إعلامي متوازن.

احترام ذوي الإعاقة يكمن في التعامل معهم بنفس أسلوب التعامل مع الآخرين، ولكن يجب الحرص أثناء مقابلتهم على عدم تعريضهم لأي إحراج أو خطر، أو استحضار ذكريات صادمة ومؤلمة تسبب للشخص معاناة نفسية إضافية.

تتبنى «عكازة» قيم عديدة في انتاج محتواها الرقمي، مثل: توخي الدقة والعلمية عند الإشارة إلى المصطلحات الطبية، ومراعاة الحساسية الجندرية في اللغة والسلوك، وكذلك مراعاة خصوصية المعوقين واحتياجاتهم، بما لا يتعارض مع الغوص عميقاً في تفاصيل حياتهم اليومية لإنتاج محتوى واقعي وموضوعي.

تستفيد مقاربتنا الإعلامية كذلك من توظيف الكوميديا الساخرة والكاريكاتير في سبيل كسر الحواجز النفسية بين المعوق ومجتمعه، وبناء الثقة والالتزام بين المنصة وجمهورها. نؤمن بقيم الانفتاح واحترام الاختلاف والتوازن، ولا نتبنى أو نهتم بالمواقف السياسية والإيديولوجية والعقائدية لجمهورنا أو لفريق عملنا.

تستهدف المنصة الجمهور العربي والشرق أوسطي، سواءٌ أكانوا من ذوي الإعاقة أو لا، ومع ذلك رصدنا خلال انطلاقتنا القصيرة أن متابعينا هم:

الأشخاص ذوي الإعاقة: شاب وفتاة أعمارهم بين 15-35 سنة، يقيمون في دول الشرق الأوسط، يبحثون عن نافذة إعلامية تحكي قصصهم وتنقل أصواتهم، وعن مشاركة أكبر في القضايا المجتمعية.

الجمهور المحيط بالمعوقين: شاب وفتاة أعمارهم بين 21-32 سنة، يقيمون في دول الشرق الأوسط، منتجين وفاعلين ويؤمنون بالقضايا الاجتماعية، يبحثون عن فرص مشاركة أو خبرات جديدة، ويهتمون بالقضايا الإنسانية عموماً.