هل كوني فتاة من ذوي الإعاقة يعني حقاً أنيّ غير صالحة للزواج؟ أو يعني ذلك حرماني من قصة حب؟

أتلقّى أنا ريم، الشابة بعمر الـ 32 عاماً الكثير من نظرات الاهتمام وكلمات الغزل اللطيفة من الشبّان المحيطين بي؛ بعضهم عبّر بشكل مباشر عن رغبته بالتقرّب مني وبداية علاقة جدّية لربما تنتهي بالزواج.. ولكوني شخصية لا ترضى إلا بخيار القوة وترفض الرضوخ وتقديم التنازلات، فضّلت عدم الخوض في أيٍ من هذه التجارب..

فعلى الرغم من أنني أرفض فكرة الزواج لأسباب شخصية، لا شك أن أحدها هي إعاقتي؛ إلا أنني ما زلت أؤمن بالحب الذي أحاول أن أبدأه من حبي لنفسي وأتعداه لحب شخص يستحيل ربما الزواج منه..

بالنسبة لي لا استغرب الإعجاب الذي أتلقاه من الآخرين، فأنا أعلم حقيقة أنني أنثى استثنائية، جذابة رغم عدم مقدرتي على ارتداء كعب عال، رشيقة رغم مشيتي المختلفة، لافتة رغم ضعف جسدي..

ومع كل هذه الثقة أبقى حذرة بانتقاء الأشخاص من حولي، كما لو أنني أعلم أنه ورغم كل ادعاءاتهم بالانفتاح والتحضر إلا أن قلّة قليلة منهم على استعداد فعلي لتجاوز حاجز الاعاقة والارتباط بالطرف الآخر.

فالمجتمع المحيط غالباً ما “يفخر” بالأنثى من ذوي الإعاقة التي تُزجّ في خانة: الصديقة، الزميلة، الأخت، الخالة أو العمة.. بينما تصعب رؤيتها في معظم الحالات كحبيبة أو زوجة!

وإذا صدف أن شخصاً ما كان مستعداً لخوض تجربة الارتباط بي، لست متأكدة من أن محيطه وعائلته ستكون منفتحة لاستقبال فردٍ من ذوي الإعاقة، خاصة وأن الارتباط والزواج ما زال محكوماً في مجتمعنا بالكثير من التقاليد والأعراف التي تحاصر الفتيات سواء كنّ من ذوي الإعاقة أو من دون.

لهذا السبب قررت الاكتفاء بالمشاعر الحقيقية التي استشعرها من بعض المحيطين بي، متجاهلةً سوداوية الواقع المؤطر بمفاهيم المجتمع التقليدية عن الارتباط وأحكامه.. فأنا ما زلت أؤمن أن البريق الأكثر توهجاً يبقى في الأعماق، وأن الحبّ بكل أشكاله وبين كل الناس يحتاج شجاعة منقطعة النظير، لكنه مع الأشخاص من ذوي الإعاقة يحتاج شجاعة مضاعفة!

*كاتبة التدوينة فضلت عدم ذكر اسمها الصريح.