“نشأت في عائلة جميع أفرادها من الصم، وكنت أشاهد والداي كيف يعانيان طويلاً لشرح فكرة بسيطة أو لشراء حاجيات المنزل، عندها قررت أن أقتحم عالم السامعين وأتعلم لغتهم مهما كلفني الأمر!”

بهذه الكلمات تشرح آلاء سقباني عن معاناتها حين كانت طفلة صغيرة، تعيش التهميش الاجتماعي في بيئتها ومحيطها، لتقرر تعلم لغة الشفاه، ثم قراءة وكتابة اللغة العربية المحكية، في سبيل تجاوز سوء الفهم وتعويض غياب جدتها التي كانت تتولى عادة ترجمة ما تقوله العائلة.

وفي إحدى الأيام أصاب والدها ارتفاع مفاجئ بنسبة السكري وكان بحاجة لدخول المشفى، أصرّت ألاء على مرافقته لتشرح للأطباء ما يعاني منه وتنقذ حياته، عندها أحست بأهمية كل ما تجاهد لأجله، فهي لم تُجنّب العائلة أزمة وشيكة فحسب، بل جعلتهم يفتخرون بها ويدعمونها في تحقيق طموحاتها.

تدرس آلاء اليوم في كلية التربية اختصاص رياض أطفال، وتعمل كمدرسة لغة إشارة بمعهد المعوقين سمعياً، وتشارك بدورات تعليم لغة الإشارة للسامعين، فهي تطمح لتكون لغة الإشارة أكثر انتشاراً في المجتمع بهدف مساعدة أكبر عدد من الصم.

تقول: “عشت حياةً جيدة، كان يمكن أن تكون أكثر سهولة لو أن المجتمع بذل قليلاً من الجهد لفهم ما نريد! أو أنه وفّر لنا أدوات تسهل دمج أمثالنا في الحياة وخاصة الأطفال”.

تلخص آلاء تجاربها وخبراتها حول أهم السلوكيات المتبعة للتعامل مع الشخص الأصم، من خلال الصور المرفقة.

تم انجاز هذا العمل بالتعاون مع مؤسسة Maharat Foundation ، ضمن مشروع “نحو إعلام أكثر تنوعاً” بدعم من السفارة الكندية في لبنان.