يتجاهل المجتمع المحيط بذوي الإعاقة احتياجاتهم العاطفية والجنسية، ويفترضون أن هؤلاء الأشخاص غير جنسيون، أو أن مشاكلهم الصحية وتحدياتهم الجسدية تشغلهم عن التفكير في الحب والارتباط أو حتى تكوين أسرة، هذه الافتراضات ليست فقط غير صحيحة، بل تتجاهل بشكل تام حقوق ذوي الإعاقة بعيش حياة كاملة ومنتجة، وتحقيق ذاتهم وبناء قدراتهم.

فالإعاقة لا تشكل سوى جزءاً واحداً من هوية الإنسان، مثلها مثل لون العيون أو الشعر، الطول أو الوزن، وهذه المواصفات الجسمانية لا تمنع أو تنفي وجود الرغبات والهواجس العاطفية، ولا تلغي حق الشخص بالدخول في علاقات عميقة والاستمتاع بحياة جنسية مُشبعة.

هل يمكنني مواعدة شخص من ذوي الإعاقة؟

لا شك أنك قد تشعر/ين بالارتباك عند انجذابك إلى شخص من ذوي الإعاقة، لكن لا تدع/ي مشاعر الغرابة تقف عائقاً بينك وبين ما قد يكون علاقة مميزة، فأنت ربما غير معتاد/ة على وجود أشخاص معوقين في دائرتك المقربة، وكل ما عليك فعله لتخطي هذه المشاعر هو تذكر النقاط التالية:

  • قد تعتقد أن مواعدة شخص من ذوي الإعاقة تعني أنك ستضطر إلى رعايته، ولكن أغلب الظن أنه اعتاد الاعتماد على نفسه، ولذلك انطلق يبحث عن المزيد من مفاجآت الحياة.
  • لا تفترض أن من لديه إعاقة هو محظوظ لأنك أعطيته اهتمامك أو حبك، فالعثور على شريك والوقوع في الحب تجربة معقدة ومثيرة لكل البشر، وتحتاج إلى بناء ورعاية متبادلة.
  • مواعدة شخص معوق لا تعني أن علاقتكما ينقصها شي أو تفتقر إلى أشياء محددة، بل شأنها شأن أي علاقة بين شخصين مختلفين في الطباع مثلاً، لذا عليكما البحث عن الخصوصية التي تجمعكما سويةً.
  • لكل نوع من الإعاقات طريقته الخاصة في الحب، فالمكفوف هو شخص مرهف الحواس، والأصم هو صاحب العواطف الخرساء، ومن لديه متلازمة داون فهو صاحب الحب غير المشروط، وما عليك سوى اكتشاف أسلوب كل شخص.

تذكر/ي أن المواصفات الجسمانية للمعوقين قد لا تتفق مع مفاهيم “الطبيعي” أو “الجميل” المتعارف عليها مجتمعياً، ولكن المقارنة هي فخ لا نجاة منه، فكلنا مختلفون ولدينا ميزاتنا التي نحبها، وتجاربنا تقول بأنه لا يوجد شخص “كامل” أو” مثالي”.