في #عيد_الأم نستذكر فئة من الأمهات اللواتي يستحقّن كل تقدير واحترام، ممن يتحدّين مختلف الصعوبات ليقدّمن عناية إضافية لأطفالهن من ذوي الإعاقة.

نستذكر الأم التي تواجه مع طفلها صعوبة التقبل وسوء الفهم من المحيط، على شكل عبارات مؤلمة مثل “الله يشفيه / هذا ابتلاء من الله / …” أو على شكل سلوكيات غريبة مثل طلب الأهل من أطفالهم عدم اللعب والتواصل مع الطفل المعوّق.

تقول السيدة مها، 45 عاماً، أم لطفل مصاب باضطراب التوحد: “عند زيارتي لمنزل أهلي أتعرض لضغط كبير بسبب سلوكيات ابني المختلفة، وسط مطالبتهم بضربه كي يستقيم سلوكه، ورغم أنني أرفض نصائحهم وأشرح لهم كل مرة طبيعة وضعه، لكنني أجد نفسي في نهاية المطاف قد قمت بتعنيفه لأنه سكب العصير على سجادة أمي! وأنا أدرك أن ما أقوم به خاطئ تماماً”

ونستذكر أيضاً الأم التي تجد نفسها المسؤولة بشكل كامل عن رعاية طفلها المعوق دون مشاركة الأب بتحمل الأعباء، بل حتى رفضه في بعض الأحيان إخضاع الطفل للتأهيل والمعالجة بحجة عدم الحاجة لدفع الأموال دون نتيجة واضحة.

مثل السيدة بشرى، 33 عاماً، التي تحضر جلسات التأهيل أسبوعياً في أحد المراكز المتخصصة دون علم زوجها، وهي تحمل رضيعها مع طفلها الذي يواجه صعوبات التعلم، ثم تعود إلى بيتها مع أكياس الخضار لتخبر زوجها أنها كانت تتسوق مؤنة المنزل.

كما نستذكر الأم التي تحارب يومياً للحصول على فرصة لأولادها، وسط كل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تفرضها الحروب والأزمات، لتجد نفسها في مواجهة معركة طويلة وشاقة تتطلب إرادة قوية وصبراً لا ينضب.

مثل السيدة منال، 29 عاماً، التي تقطع مئات الأميال للوصول إلى العاصمة، لعدم توفر خدمات العلاج لإبنها  في محافظتها البعيدة، متحملة وعورة الطريق ومشقة السفر والنظرات المستهجنة لخروجها من بيئة محافظة مع طفل من ذوي الإعاقة.

لهؤلاء النسوة وغيرهن نقول: اقبلوا أطفالكم كما هم وآمنوا بهم، اقبلوا الاختلاف واسعوا لتطوير القدرات والمهارات، وتسلحوا بالمعرفة والعلم واسألوا أهل الاختصاص، لا تلحقوا العادات والتقاليد والخرافات، كلما تطورت المهارات بوقت أسرع ساعدنا الطفل أن يتأهل ويتطور بفضاء أوسع.

لكن مسؤولية الاهتمام بروح أخرى تجعلنا نشعر بضغط نفسي لا يرحم، لذا علينا الاهتمام بأنفسنا أيضاً وأخذ استراحات والقيام بالأنشطة التي تخفف التعب، فالأم السعيدة تنقل سعادتها إلى طفلها، وتكون سبباً في تمكينه وفرض تقبله على من حولها.

كتابة: ديما نيقولا – أخصائية تربية ومدربة نطق | تحرير: رغد خويص