إنّ صعوبة العمل في الصحافة أمر معروف، وهناك المزيد من العوائق التي تواجه الصحفيين ذوي الإعاقة في هذا الأمر.

منصة “القدرة اليوم Ability Today”، التي انطلقت في 2014 ومقرها في المملكة المتحدة، تنشر الأخبار، وتُسلط الضوء على الأبحاث، وتبني مسارات للصحفيين ذوي الإعاقة.

وقال مؤسس المنصة، جرانت لوجان: “نحاول تغطية الموضوعات التي تدور حول القصص الشخصية والانتصارات الشخصية والأبحاث وأي شيء متعلق بالأشخاص ذوي الإعاقة للمساعدة في تحسين حياتهم”.

وتحدثت مع لوجان عن المنصة، وكيف تتوسع إمكانات الوصول والفرص المُتاحة للصحفيين ذوي الإعاقة.

بناء المسارات

وفي البداية، أطلق لوجان، والذي لديه إصابه في الحبل الشوكي جرّاء حادث سير منذ 20 سنة، على منصته اسم “الإعاقة اليوم Disability Today”، ثم أعاد تسميتها “القدرة اليوم” في 2019، حيث شعر أنّ هذا الاسم يعكس بصورة أفضل روح المنصة المتمثلة في تسليط الضوء على التطورات الإيجابية، والتقدم في الأبحاث المتعلقة بالإعاقة، ومناصرة المجتمع.

وأوضح لوجان: “في البداية، كنت أنا وجهاز الكمبيوتر فقط، حيث أعثر على الأخبار من جميع أنحاء العالم عن الإعاقات المختلفة، فإذا كتب شخص مقالاً عن ضمور العضلات في أستراليا، سيظهر في صندوق البريد الوارد الخاص بي وسأقدمه للمجتمع”.

وتُعد أكاديمية الصحفيين ذوي الإعاقة هي المبادرة الرئيسية للمنصة اليوم، وهي مستوحاة من برنامج “المراسلين المتجولين” الذي أدارته المنصة في 2018، والذي شجع الصحفيين على إنتاج القصص عن أي موضوع، مثل إمكانية استخدام وسائل النقل العام والقفز بالمظلات في الأماكن المغلقة، وانطلقت الأكاديمية بعد البرنامج بعامين في 2020.

واستكمل لوجان: “أعتقد أنّ لدينا ما يقل قليلاً عن 100 طالب من ذوي الإعاقة يدرسون حالياً أو تخرجوا من الأكاديمية”. ويعمل طلاب من الأكاديمية لصالح BBC و ITV، ونشروا مقالات في صحف معروفة بما في ذلك Glamour UK و Metro.

بناء مهارات الصحفيين

غالباً ما تفتقر أماكن العمل والمدارس التقليدية إلى الموارد والترتيبات الخاصة للطلاب ذوي الإعاقة. وفي الواقع، قال 27٪؜ من المشاركين في إحدى الدراسات إنّ أماكن عملهم في المملكة المتحدة تفتقر إلى مدخل للكراسي المتحركة. أما في منصة Ability Today، يلتحق الطلاب بدوراتهم التدريبية عبر الإنترنت، مع توفير النصوص المكتوبة للدروس الافتراضية.

وتُشجع الأكاديمية الطلاب على العمل على القصص المثيرة لاهتمامهم، وذلك وسط صناعة قد يجد فيها الصحفيون ذوو الإعاقة أنفسهم مُكلفين بالعمل على قصص عن الإعاقة حصراً.

وأشار لوجان إلى أنّ “الصحفيين ذوي الإعاقة لا يريدون أن يتم تصنيفهم كذلك، فالكثير من صحفيينا في الأكاديمية لا يريدون بالضرورة تغطية قضايا الإعاقة طوال الوقت، ولا ينبغي أن يكون الوضع دائماً: لدينا قصة عن الإعاقة، لذا سنُعطيها للمراسل ذي الإعاقة!”.

وتهدف المهارات المُتعلمة في الأكاديمية إلى ضمان دخول الصحفيين للعمل ولديهم خبرة عملية، كما تسعى شراكات المنصة إلى أن يكون الطلاب في أغلب الأحيان على تواصل مع الصحفيين الممارسين في المؤسسات المرموقة.

وأوضح لوجان: “نخلق شراكات عمل مع News UK، وNewsQuest، وغيرها من المؤسسات، وفي الواقع، أقامت CNN للتو يوماً مفتوحاً عن التنوع والشمول شارك فيه اثنان من طلابنا”.

وفي يناير/كانون الثاني 2023، أنشأت المنصة مبادرة أخرى للصحفيين المهتمين بتحسين محركات البحث لزيادة معدل ظهور المحتوى وحركة الدخول إلى المواقع. وتُعلم الطلاب عدة المهارات منها تحسين المحتوى والبحث باستخدام الكلمات المفتاحية.

توسيع نطاق الوصول

وأشار لوجان إلى أنّ واحدة من النتائج الإيجابية لجائحة كوفيد-19، هي تبني المكاتب لنظام العمل والتعلم عن بُعد، ولهذا الأمر أهمية خصوصاً للصحفيين ذوي الإعاقة في المملكة المتحدة، حيث تتمركز العديد من الوظائف الصحفية في لندن.

وعلى الرغم من أنّها تُعد مبادرة محلية، إلا أنّ الأكاديمية مفتوحة للصحفيين ذوي الإعاقة المقيمين خارج البلاد. وفي الواقع، يتم قبول أعداد متزايدة من المتقدمين الدوليين، ويأتي الطلاب والخريجون من كينيا والفلبين ورومانيا.

وقال لوجان: “بدأنا في رؤية المزيد من الصحفيين ومقدمي البرامج التليفزيونية، ولكن لا يزال هناك ندرة هائلة في المواهب الموجودة خلف الكواليس، بما في ذلك غرف الأخبار وشركات الإنتاج”.

وفي النهاية، تُخطط المنصة لتقديم المزيد من الدورات التدريبية.

—– نقلاً عن شبكة الصحفيين الدوليين