اسمي رهف، عندي إعاقة سمعية، يعني أنا من مجتمع الصم، لكن هالشي ما منعني عيش وحقق أحلامي رغم كل الظروف والمعاناة يلي عم يواجهوها أشخاص مثلي وكتار غيري، بس هالمرة رح احكيلكن تحديداً عن معاناتنا مع المواصلات!

بكتير أوقات بوقف تكسي، وبقلو بإشارات بسيطة: بدي روح على الساحة الفلانية ..
شوفير التكسي: شووو ؟
برجع بعيد بلغة الإشارة: بدي روح على الساحة الفلانية!
وهون بتبلش حركات شفاهو مع حركات راسو، وما بفهم عليه شو عم يحكي!
مرة تانية أنا: على الساحة القريبة.
الشوفير : شو؟ .. شو؟ .. عليّ صوتك؟؟
بجرب خبرو باشارات واضحة: أنا ما بسمع ..
الشوفير: شو يعني ما بتسمعي! حلي عني يااا .. (مع حركة الايد يلي بتدل على التذمر الواضح)
بقول لحالي: يمكن ما معو بنزين 😅😅

شوفير ثاني وافق يوصلني، ركبت معو ودليتو عل الطريق، بعدين خربطت وطبيعي أي حدا يخربط!
وبلشت موجة الغضب تبعو وبلشت حركة شفايفو بشكل متسارع بطريقة ما عم افهم شو بدو.
نكشتو بقوة وخبرتو: أنا ما بسمع!
هون سكت وكمل طريقو وواضح على وجهو التعصيب.
عم خبركم هالقصة لتعرفو إنو حتى ذوي الإعاقة بخربطو بالطريق 😅😅 عادي ما خربت الدنيا!

بإحدى المرات كتبت على موبايلي المكان يلي بدي روح لإلو، الشوفير وقت شاف الموبايل شدو من ايدي وحطو على أدنو، يمكن فكر عم اعطيه الموبايل ليحكي مع حدا، وبرّر الموضوع إنو ما بشوف، يمكن خفت وقتها ياخدلي الموبايل، بس المنيح إنو وصلني بالأخير 🙏🙏

كمان مرة أشّرت لتكسي أنا ورفيقتي، يلي هي كمان من الصم وعندها إعاقة، ورجينا العنوان وطلعنا معو.
وقت شافنا عم نحكي بلغة الإشارة صار يقاطعنا ويقلنا: دلوني ع الطريق.
نقلو ع اليمين يروح يسار، نقلو دغري يصير يفكر ويتلفت، رغم إنو اشاراتنا كانت كثير واضحة ..
بالأخير لا وصلنا ع المكان يلي بدنا نروح عليه، ولا خلانا نكمل حديثنا 🤷‍♀️🤷‍♀️

مرة بباص النقل الداخلي جربت قول للشب يلي قاعد جنبي: بس نوصل ع المكان الفلاني خبرني لانزل.
الشب: شووو ما فهمت!
جربت اشرحلو شوي شوي، بس الشب صار يحكي بسرعة وما افهم عليه.
وبالأخير وصلنا عالمكان وهو لساتو عم يحكي، ويمكن كمل باقي الطريق عم يحكي مع حالو 😅😅

كل هي المواقف والقصص ما منعتني استسلم أو وقف عن ملاحقة أحلامي، ولكن كل شي بتمناه من المجتمع إنو يكون واعي فينا وباحتياجاتنا، ويقدم شوية اهتمام ووقت لنقدر نتواصل بسلام وحب أكبر.

أنا اليوم تخرجت من كلية الفنون الجميلة بجامعة تشرين، برسم وبصمم وبحاول ضوي على قضايا ذوي الإعاقة، كرمال شي مرة اقدر أوصل على بيتي بسلام من دون ما شوف الناس عم تحكي عليي وما عم نفهم على بعض .. بحبكن كثير 🥰🥰

كتابة: رهف سامي يوسف